التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عمرٌ جديد.. عامٌ جديد



لم أكتب حرفاً منذ فترة طويلة، بل لا أكتم سراً إن قلت أنني كنت أكتب ثم أحفظ المسودات ثم أمحوها..!
مر هذا العام الذي كنت قد سجلت في صفحة بداياته بعض الأمنيات التي أنوي أن أظفر بها في نهاياته كإنجازات ولكن! ؛ ذهبت الآمال أدراج الرياح "وتسمرت" أمام جهازي أفرزها لتوزيعها من جديد لعام جديد..!

هذا العام مر علينا و هو مشحونٌ بكمية من الظلام الذي خيم حيناً علينا ثم انقشع ، وتبدد بلا رجعة.. لكننا ما زلنا نعاني من ما خلفه الظلام حيث الأتربة و دخانٌ في طريقه للزوال. نعم.. مرت بنا أيامٌ من الألم أعقبها الفرح كثيراً، ثم أتبعها ألمٌ آخر تفشى في أكثر من واجهة، وكلها مراحل من أوجاع لا ندري أتنقضي أم أنها ستظل عالقةً حتى تدركها رحمة الله، فتودعنا بلاعودة !

أسئلة مرت بي مع كل لقطة من لقطات هذا العام، أكثر ما أدهشني منها : هل كنا نفكر أم أنه يُفَكَّرُ لنا..؟!!
هنا على هذا الحائط من مدونتي لن أجيب، و لن أحكي عن تلك الإجابة التي آنستني و أخجلتني على السواء ، ولكني سأترككم مع شريط الذكريات التي سيمر بكم حينما تفكرون في عامكم و كيف انقضى. مررنا جميعاً بتجارب خالطها الحزن أحياناً و أحياناً أخرى الفرح و في أحايين كثيرة حيرة و قلق، كل ذلك في عامٍ واحد .

سأخرج لأعود إلى واقعي الإفتراضي حيث بدأت..
انقضى عامي وليس ثمة أشياء تذكر قدمتها لنفسي هذا العام ، فعلى الصعيد الشخصي لم أنجز كثيراً مما حلمت به و تمنيت أن أشاهده اليوم أو أكتب عنه، حتى على الصعيد العائلي ومع الصحبة و الرفاق كذلك، ألمح التقصير الذي بات ديدن هذا العام ، أحلم بالراحة بعد يوم عملٍ طويل ، وعلى أثرها تلغى كل الأعمال/ اللقاءات/ النزهات و المنتديات. مر عامٌ لا أنكر مطلقاً أنني حققت شيئاً من الأحلام فيه ، ولكني رغبت في المزيد وليس سوءً أو رياءً أن تبحث عن النجاح لترتسم صورتك بين المبدعين من بني جنسك، و إنما السوء هو أن تخلد للنوم في زمنٍ يحتاج لك..

ولكي لا يتهمني البعض بالإنهزامية، لملمت شتات الأمنيات ، وأصغيت لحديث النفس المتمثل في المثالية المطلقة، وأطلقت لنفسي عنان التفكير لكي أتأمل في غدي القادم ، الذي لا يعلم مقاديره إلا رب البرية، ثم كتبت هذه الكلمات التي أرفقت صورةً منها أول هذه التدوينة، "مر عام، عمرٌ جديد.. عامٌ جديد" جعلتها عنوان هذه التدوينة، ألهمتني و أيقظت فيّ حس المبادرة لاغتنام الفرصة القادمة بإذن الله، مع ضغوطٍ لا مفر منها كالعمل و غيره، سنغتنم اللحظة و إن كانت بسيطةً و هزيلة.

عقدت عزم الآمال أن أمضي نحو الأمل المشرق الذي نرتضيه لأنفسنا، نحو الحياة التي نريد، نحو السعادة التي نرنوا لها، فليس أجمل من أن تمر على خططٍ رسمتها لنفسك يوماً ما ثم تراها ماثلةً قد تحققت على هيئة إنجازاتٍ باتت مصدر ابتسامة ونجاح، هذا ما يجتاحني حين أرى النور في ملامح عامٍ جديد وإن كان ضئيلاً، أكتب ما أنوي فعله حتى و إن لم أحقق منه شيئاً ولكني سأكتبه، "فما لا يدرك كله لا يترك جله"، سأبقى على عهدٍ مع نفسي أن أرتضي لها الأمانة، أن أبغي لها الرفعة، أن أزرع فيها روحاً تعشق العلياء و تسمو .

ومع هذه البدايات سرني ما رأيت من أعمالٍ قدمت، كان لها أثرٌ في عامي المنصرم، نماذج جميلة تستحق الإشادة، أرفق لكم منها هذا الفيديو الذي أراه من الإتقان ما يملئ الروح عطاء..

"الدرقـَاعـــة" 
شكراً م.معتز الملا على هذا الإبداع و شكراً لكل هذا التنوير و لكل فريق العمل..
أترككم مع هذا الدعم الروحي :)


حكمة : "أفعالنا تصنعنا أو تفسدنا، فنحن أبناء أعمالنا." فيكتور هوغو

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شكراً لكونفوشيوس..!

" من يتكلم دون تواضع سيجد صعوبة في جعل كلماته مسموعة ".. هذه المقولة اقتبستها من أقوال الفيلسوف الصيني " كونفوشيوس".. بعد تأملي لهذه المقولة، بدأت البحث في واقعنا اليومي "الحاضر" بعيد عن أي مرتكزات أو قواعد تنظيرية، سواء سياسية أو طائفية أو قبلية و مذهبية.. قد لا تتجاوز هذه المقولة ١٠ كلمات من غير "نقطة آخر السطر"، و لكن و قعها ملموس عند الجميع، لأنها نفسية أكثر من كونها عادات أو ممارسات. و هذا ما دفعني للحديث عنها، فالعادات قد تتغير و الممارسات كذلك.. لكن الطامة هي أن تكون قد غرست بعض المفاهيم في النفسيات فأصبحت كالداء الذي لا خلاص منه... متى يحدث هذا ؟!.. في غالب الأحيان تبرز هذه الجوانب عند الإعتداد بالرأي أو عند التقاء الخصوم.. فالشخص الذي عشت معه فترة من فترات الحياة و عرفت تفاصيل أخلاقه و شهامته و أفضاله، تتفاجئ به و قد علت على محياه علامات التكبر و التجبر، حتى و إن كان على خطأ !!

متى الراحة…

تداعيات الأزمات التي تصيبنا هذه الأيام سواء كانت من القريب أو البعيد أو حتى في أعمالنا.. تترك أثرها علينا، و تتقلب في أكناف مخيلتنا بين الحين و الآخر.. و لنا أن نتأمل.. فأحوالنا بعدها على أصناف و أشكال. فمنا من يأس من حياته و أصبح كالسجين الذي حكم عليه بالمؤبد..! فلا يزال على حاله أشعث أغبر، إما طريح الفراش أو المقاعد..

بداية أشيائي..

لست متخصصا في فن تصميم الشعارات، و لا أدعي ذلك :) و لكني أتمتع بمعرفة بسيطة بتلك البرامج التي يستخدمها المصممون مثل الفوتوشوب و الإليستريتور ( Photoshope + Illustrator )، ومن هنا و بحكم العمل الذي كنت أعمل به سابقاً ( مشرف على قسم تصميم الويب ) في إحدى شركات الميديا المتقدمة. حيث كانت هذه الشركة تمتلك قسم آخر متخصص بتطوير الشعارات و الهوية للشركات و المؤسسات.. و بحكم عملي في نفس الشركة كان لي ميول و حب إطلاع على الأعمال التي يقدمها المصممون و خصوصاً في مجال الشعارات.. حب ليس له مثيل، كالنشوة التي لا تنقضي! ولد هذا الحب مع أول جهاز ماك تم شراءه :).. و مع أول فكرة لفتح شركة مستقلة لتصميم و تطوير المواقع، و لا أنسى الشعار و تطبيقاته الذي قدمه لى أعز صديق أفتخر به.. فشكرا يا إبراهيم :) أدركت قيمة هذا الفن و أهميته في الصرعة القادمة إلى المنطقة. كرؤية تهتم بها الشركات و المؤسسات الحديثة و القديمة على السواء، حيث أن هذا الإهتمام جاء إدراكاً منها بأهميته في تدعيم العلاقة بين المنتجات التي تقدمها و السمعة أو السمة التي تنوي أن ترسلها للعالم بأنها في وسط الزحام موجودة هنابـ ( تميزها ).. أ...