التخطي إلى المحتوى الرئيسي

شكراً لكونفوشيوس..!

" من يتكلم دون تواضع سيجد صعوبة في جعل كلماته مسموعة"..


هذه المقولة اقتبستها من أقوال الفيلسوف الصيني " كونفوشيوس".. بعد تأملي لهذه المقولة، بدأت البحث في واقعنا اليومي "الحاضر" بعيد عن أي مرتكزات أو قواعد تنظيرية، سواء سياسية أو طائفية أو قبلية و مذهبية..
قد لا تتجاوز هذه المقولة ١٠ كلمات من غير "نقطة آخر السطر"، و لكن و قعها ملموس عند الجميع، لأنها نفسية أكثر من كونها عادات أو ممارسات. و هذا ما دفعني للحديث عنها، فالعادات قد تتغير و الممارسات كذلك.. لكن الطامة هي أن تكون قد غرست بعض المفاهيم في النفسيات فأصبحت كالداء الذي لا خلاص منه...

متى يحدث هذا ؟!..
في غالب الأحيان تبرز هذه الجوانب عند الإعتداد بالرأي أو عند التقاء الخصوم.. فالشخص الذي عشت معه فترة من فترات الحياة و عرفت تفاصيل أخلاقه و شهامته و أفضاله، تتفاجئ به و قد علت على محياه علامات التكبر و التجبر، حتى و إن كان على خطأ !!



فكيف بهذا الحمل الوديع - يوماً ما - قد تغير و أنت من تعرفه تماماً.
هنا يشدني كثيراً تلك الحادثة.. كلهم في مكان واحد و قد أجمعوا على أن يمضوا في حل ما علق من مشاكلهم، و فجأة ينكر أحدهم كل الجميل الذي أسداه له الآخر لأسباب أشبه ما تكون بالمستحيلة، و يعلو صوته ليثبت أن ماله من حق هو واقعٌ لا يقبل التهميش، و يرمي بالشرر وهو لايملك إلا الصراخ أمام طلب الحاضرين له بالتوقف و الهدوء.. و مع هذا كله و بين دهشة الحضور ينسحب الآخر.. ليس لأنه لا يملك حق الدفاع عن نفسه و ليس لأنه ضعيف الحجة، ولكن ما شاهده جعله يدرك أنه لا ينبغي عليه أن يستمع لمثل هذا الشخص فضلاً عن الجلوس، وقد لا يكون في علمه أنه طبق ما قاله كونفوشيوس " من يتكلم دون تواضع سيجد صعوبة في جعل كلماته مسموعة"..
من هذا المنطلق حريٌ بنا أن نراجع ما خلدناه في ذواتنا، في أنفسنا من تلك المفاهيم التي عششت دهراً ثم استحالت داءاً لا يمكن الشفاء منه.
ألمح هنا أنني أعرف شخصاً أكن له الكثير و الكثير من الإحترام و لا أكتم سراً إن قلت: هو من القدوات لدي..
يعجبني فيه أن يفكر ليعيش هامش الحياة بواقع يصنعه لنفسه كما يود بحدود إمكانياته، على صعيد ذاته، فقد بلغ مستوياتٍ مميزة لأنه لم يقل يوماً سأقف بل كل يوم جديد هو يوم جديد بالفعل بكل مايدور فيه حتى في أقل تفاصيله.. :)
"أسهبت قليلاً لمكانته عندي " :)
هذا الشخص ألزم نفسه بمفكرة صغيرة يضعها في جيبه و وضع فيها تصنيفاتٍ خمسة ( لا أذكر أتزيد أم تنقص ). جعلها نقطة تحول لإصلاح ذاته و إصلاح كل شيء من حوله يتعلق به.. يعمل بكل تفاصيل ما دونه لأسبوع ثم يأتي آخر الأسبوع و ينظر ماذا أنهى من الأعمال و ماذا أنجز.. ثم يقف للحظات يتأمل، لِم لم أحقق كل أهدافي، فيبقى على ذلك لحين الخروج بحلول..
ما أردت الإشارة له هو أننا قادرين على التأمل في ذواتنا و رغباتنا، نفسياتنا و قدراتنا.. و نسعى لنرقى لا لأجل العلو و التكبر و إنما للرقي و الحضارة.. فكم هو جميل أن نبقي قليلاً من أوقاتنا لتأمل تصرفاتنا و إصلاح مانرى أنه بحاجة لذلك الإصلاح...

شكراً لكونفوشيوس و شكراً لك قارئي الكريم...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

متى الراحة…

تداعيات الأزمات التي تصيبنا هذه الأيام سواء كانت من القريب أو البعيد أو حتى في أعمالنا.. تترك أثرها علينا، و تتقلب في أكناف مخيلتنا بين الحين و الآخر.. و لنا أن نتأمل.. فأحوالنا بعدها على أصناف و أشكال. فمنا من يأس من حياته و أصبح كالسجين الذي حكم عليه بالمؤبد..! فلا يزال على حاله أشعث أغبر، إما طريح الفراش أو المقاعد..

بداية أشيائي..

لست متخصصا في فن تصميم الشعارات، و لا أدعي ذلك :) و لكني أتمتع بمعرفة بسيطة بتلك البرامج التي يستخدمها المصممون مثل الفوتوشوب و الإليستريتور ( Photoshope + Illustrator )، ومن هنا و بحكم العمل الذي كنت أعمل به سابقاً ( مشرف على قسم تصميم الويب ) في إحدى شركات الميديا المتقدمة. حيث كانت هذه الشركة تمتلك قسم آخر متخصص بتطوير الشعارات و الهوية للشركات و المؤسسات.. و بحكم عملي في نفس الشركة كان لي ميول و حب إطلاع على الأعمال التي يقدمها المصممون و خصوصاً في مجال الشعارات.. حب ليس له مثيل، كالنشوة التي لا تنقضي! ولد هذا الحب مع أول جهاز ماك تم شراءه :).. و مع أول فكرة لفتح شركة مستقلة لتصميم و تطوير المواقع، و لا أنسى الشعار و تطبيقاته الذي قدمه لى أعز صديق أفتخر به.. فشكرا يا إبراهيم :) أدركت قيمة هذا الفن و أهميته في الصرعة القادمة إلى المنطقة. كرؤية تهتم بها الشركات و المؤسسات الحديثة و القديمة على السواء، حيث أن هذا الإهتمام جاء إدراكاً منها بأهميته في تدعيم العلاقة بين المنتجات التي تقدمها و السمعة أو السمة التي تنوي أن ترسلها للعالم بأنها في وسط الزحام موجودة هنابـ ( تميزها ).. أ...