كل صباح أطرب لكوب القهوة التي يعده " جليل"..
يسعدني بطلته الصباحية التي لا أرى لها محلاً في ملامح عمله أو عبق حياته حيث يعيش، ولكنه يبتسم..!.
...
تعجبني هذه اللحظات الصباحية التي أبدء بها يومي, حيث أن العقل لم يبدأ العمل الفعلي بعد، فأستجمع فيه قوايَ لأقرأ أو اطلع على بعض ما كتب هنا و هناك، فلم يعد يسعفنا الوقت لرؤية أو متابعة ما نريد، عزاؤنا أن نضيف بعضاً من الدقائق لجدول عملنا اليومي، علنا نلتزم.. :)
مع أول رشفة من القهوة، اجتاحتني الذكريات، و سامرتني في غير محلها، كدت أنسى أني في مقر العمل، بل كدت أنسى أنني لست في المكان الصحيح على الإطلاق..
يومٌ كهذا يدعوني لأرحل في عمرٍ مضى و أيامٍ قضيتها، فهي لي، كنت أبحث فيها عن الصديق القريب وعن الأفعال ومنافع شتى. كنت أرى أن هناك من الأمور ما يجب علي اقتنائها، بل كنت أرى أن الكثير منا قد يفعل مالا يستطيع أحد فعله حين يكبر..!
منذ عامٍ تقريباً، انتقلت إلى عملٍ جديد كنت أرى أن هذا القرار لن يلحق به أي قرارٍ آخر، فليس هناك ما يمليه العقل تجاه التغيير إلا إذا وجدت المعجزة أو إذا وجد الأفضل -لكي لا أتجاوز حدود المعقول-..!
لم أدرك أن يوماً من الأيام قد يمر علي يحمل في طياته شيئاً سعيداً أو لنقل إيجابيا، شيئاً أشبه بالمعجزة، وليس ذلك ببعيد على الله، ولكنه الفرح الذي خالط القلب، الفرح الذي يتحقق بمعانيه عند الوهلة الأولى لسماع خبرٍ مبهج، له مابعده من الأحلام التي نرى أنها باتت وشيكة..!
حين يغمرنا الفرح ونرى أننا في صدد تحقيق ذواتنا كما رغبنا يوماً، سنرى أننا أولئك الذين كانوا في السابق صرعى جراء الهموم..
نعم.. يبلغ الأسى ببعضنا حد النزوح عن الذات، فلايكاد يعقل أو يعي، ففي قرارة نفسه أنه انتهى..!
تطرق أذني دائماً كلمات النجاح وأقرأ الكثير عنها وعن بعض الذين حققوا شيئاً منها، و أقلب الذاكرة في نواحي الحياة التي أعيش، فلا أرى سوى القليل والقليل كثير، من الذين عاشوا بالتفائل وبالأمل.. ترى لماذا ؟!
لن أطيل الحديث فلقد شارف الوقت على الإنقضاء، وأصبحت قهوتي باردة :)
على هامش الطريق.. ضعوا نجاحاتكم واعتبروها ولا تستصغروها.. فلربما كانت مفتاح باب عظيم لا ندرك ما وراءه، و انظروا في ذواتكم وفي ما تريدون لأنفسكم.. فلا تبخسوا حقكم من الدنيا..
" وقل اعملوا.." الآية..
هي خربشة صباحية، عشوائية المنشأ، آمل أن لا أكون قد أثقلت عليكم بها :)
لجميل أحلامكم تحية و وردة..
تعليقات