التخطي إلى المحتوى الرئيسي

جملة مشاعر..



الأربعاء 30/6/2010 .. في تمام الساعة ١.١٠ ظهراً.


غادرت..

و غادر معها تلك المجموعة الصغيرة التي كانت تشاركني حياتي.. فرحتي، حتى الهموم و الأتراح.
لم أدرك أن لحظة من الحياة ستمر بي، محملة بتلك المشاعر..
لم أعد قادراً على كتمانها.. تفتك بي و تجتاحني !
غادروني.. على الأمل المنشود بيننا باللقاء القريب، و دعتهم و ودعوني..
تبادلنا النظرات.. حبست فيها.. بضع دمعات، تمالكت نفسي، ثم اختفوا بعد ذاك الرواق..
رواق.. أحسست بالضغينة تجاهه…
عدت أدراجي إلى مقاعد الإنتظار في المطار..
رميت بجسدي المتعب على المقعد المتيبس!
كان التعب في الروح.

أحسست بأرواح أولئك الذين ارتموا مثلي عليه،
قد أوجعته همومهم.. حتى صار كالصخر..
فلا يضره إن كنت - أنا - أحدهم...


فراق.. 
هو ذلك الشيء الذي دعاني لتأمله.. للكتابة عنه و عن تلك المشاعر تجاهه..
بت أدرك.. أن هناك حياة من مشاعر دفينة في أرواحنا.. تسكننا، تعيش لمن حولنا، حتى تحين فرصتها فتقبل هائجة كالسيل الجارف.. ليس له حدود..
عشت مع الذكريات.. 
في ذلك المقعد !
تمر بي صور للحياة.. ألمح فيها ضحكاتهم، بسماتهم، بكائهم.. و همومهم حين يشكونها…
في ذلك المقعد..!
يمر بي صدى أصواتهم.. و هم يتحدثون عن مشاركتي الرحلة معهم…
لماذا كل هذه المشاعر؟!..
في عصرنا لم تعد تفصلنا المسافات أو الحدود..
هواتف متنقلة، و إنترنت.. بالصوت و الصورة.. لِمَ ؟!

***

حين نستلهم مما نقرأه أو نشاهده - من رواياتٍ أو أفلام - مشروع حياة، نعيش معها حتى الإنغماس، في الأشواق و الأحزان، و ما تلبث أن تنقضي عند " النهاية " أو في آخر صفحة من كتاب..
ثم تنقضي معها كل المشاعر التي عشناها.. حتى الدموع!
لكن.. أن تعيش جزءاً من هذا - في الواقع- ، هنا تكمن المعاناة…

***

فارقني الأحبة..

صغاري..

أحبكم و أتوق إلى لقائكم، عل ذلك يكون في القريب العاجل..
أنظر إلى لعبكم، أراكم بين الغرف في أسرتكم تمرحون.. تلعبون.
ألمح ذاك الصغير.. يبكي لأخذكم كرته، ثم يرتمي حيث الدفئ و الحنان.. حيث “ ماما “
أتخيلكم.. عند باب المنزل تقفون لتستقبولني حين عودتي.. 
و كلكم سباقٌ لتحيتي…
أحبكم بلا حدود.. لن أخفي تلك المشاعر.. لن أخفيها.. و سأظل أحكيها و أصدح بها عند كل زميلٍ أو قريب..

كلكم عانى مني.. نعم..
تحملتموني لأنكم تدركون أنني والدكم..
كم تأخرت عليكم، كم مرةٍ ألغِيتْ مواعيد نزهاتكم بسببي، كم مرةٍ سرقت فرحتكم من أجل العمل أو غيره..
فقط.. سامحوني، 
فكلي اعتذار…
***

زوجتي.. ياروحاً تسكن قلبي…

كثيرٌ هو تقصيري، كم أغضبتك.. 
بل كم مرةٍ أهدرت وقتك بترهاتٍ، بل أزعجتكِ..
كم في زحمة الأحداث و الأشغال أحزنتكِ، فبادلتني الإبتسامة من شفتين ألهمتني الصبر و السكينة.
تؤازريني و تشدين من عزيمتي حين أضعف!!
لي أملٌ أن تعودي.. لن يطول الإنتظار، لتشرقي من جديد في حياتي..
لي أملٌ أن أراك مجدداً لأقول بملئ فمي.. سامحيني.. سامحيني…
فلم أجد أبلغ من هذه الكلمات لهذه الحالة..
ها أنا ذا أحس بمعنى وجودك قربي.. بجانبي.. لا تتركيني…
عذراً.. لأن عملي أبعدني عنكِ.. عن مرافقتكِ، لإهديك قليلاً من سعادة و فرحة…
فالحال هو الحال.. أفني الساعات الطوال لألعن به .. الحال !!
و مع كل ذلك.. لم يتغير شيء..!
يا رحبة القلب،
من عمق العمق في قلبي.. أحبك…

***

سأنتظركم..
سأجلس هناك.. على ذلك المقعد كما و دعتكم.. لأرتقب و صولكم، سيكون للحياة طعم آخر…
ستكون صفحة من دفتر مذكراتٍ جديد، نسجل فيه لحظاتٍ تغمرها السعادة، لحظاتٍ كلها حبٌ جميل و صفاء.. تعبر بنا نحو الهناء، نجوز بها كل العقبات و الحواجز التي مررنا بها يوماً ما.. ورحلت…
بقربي أريدكم..دائماً بقربي، تنيرون دربي، و تزهون أمام ناظري، أريد تلك المحبة التي نحلم بها حيناً .. و أخرى نراها..
أرغب بإسعادكم و رؤية فرحكم ما ثل في محياكم، لا يكدر صفوكم شيء…

بانتظاركم.. بكل جوارحي

***

كتبت ما كتبت، و كل الخواطر و الصور تدور حولي.. فلم يسعفني القلم في ترتيب شيء أو صف الكلام…
و إنما هي بعض ٌ من جملة مشاعر تسكنني..

:ورده:

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شكراً لكونفوشيوس..!

" من يتكلم دون تواضع سيجد صعوبة في جعل كلماته مسموعة ".. هذه المقولة اقتبستها من أقوال الفيلسوف الصيني " كونفوشيوس".. بعد تأملي لهذه المقولة، بدأت البحث في واقعنا اليومي "الحاضر" بعيد عن أي مرتكزات أو قواعد تنظيرية، سواء سياسية أو طائفية أو قبلية و مذهبية.. قد لا تتجاوز هذه المقولة ١٠ كلمات من غير "نقطة آخر السطر"، و لكن و قعها ملموس عند الجميع، لأنها نفسية أكثر من كونها عادات أو ممارسات. و هذا ما دفعني للحديث عنها، فالعادات قد تتغير و الممارسات كذلك.. لكن الطامة هي أن تكون قد غرست بعض المفاهيم في النفسيات فأصبحت كالداء الذي لا خلاص منه... متى يحدث هذا ؟!.. في غالب الأحيان تبرز هذه الجوانب عند الإعتداد بالرأي أو عند التقاء الخصوم.. فالشخص الذي عشت معه فترة من فترات الحياة و عرفت تفاصيل أخلاقه و شهامته و أفضاله، تتفاجئ به و قد علت على محياه علامات التكبر و التجبر، حتى و إن كان على خطأ !!

متى الراحة…

تداعيات الأزمات التي تصيبنا هذه الأيام سواء كانت من القريب أو البعيد أو حتى في أعمالنا.. تترك أثرها علينا، و تتقلب في أكناف مخيلتنا بين الحين و الآخر.. و لنا أن نتأمل.. فأحوالنا بعدها على أصناف و أشكال. فمنا من يأس من حياته و أصبح كالسجين الذي حكم عليه بالمؤبد..! فلا يزال على حاله أشعث أغبر، إما طريح الفراش أو المقاعد..

بداية أشيائي..

لست متخصصا في فن تصميم الشعارات، و لا أدعي ذلك :) و لكني أتمتع بمعرفة بسيطة بتلك البرامج التي يستخدمها المصممون مثل الفوتوشوب و الإليستريتور ( Photoshope + Illustrator )، ومن هنا و بحكم العمل الذي كنت أعمل به سابقاً ( مشرف على قسم تصميم الويب ) في إحدى شركات الميديا المتقدمة. حيث كانت هذه الشركة تمتلك قسم آخر متخصص بتطوير الشعارات و الهوية للشركات و المؤسسات.. و بحكم عملي في نفس الشركة كان لي ميول و حب إطلاع على الأعمال التي يقدمها المصممون و خصوصاً في مجال الشعارات.. حب ليس له مثيل، كالنشوة التي لا تنقضي! ولد هذا الحب مع أول جهاز ماك تم شراءه :).. و مع أول فكرة لفتح شركة مستقلة لتصميم و تطوير المواقع، و لا أنسى الشعار و تطبيقاته الذي قدمه لى أعز صديق أفتخر به.. فشكرا يا إبراهيم :) أدركت قيمة هذا الفن و أهميته في الصرعة القادمة إلى المنطقة. كرؤية تهتم بها الشركات و المؤسسات الحديثة و القديمة على السواء، حيث أن هذا الإهتمام جاء إدراكاً منها بأهميته في تدعيم العلاقة بين المنتجات التي تقدمها و السمعة أو السمة التي تنوي أن ترسلها للعالم بأنها في وسط الزحام موجودة هنابـ ( تميزها ).. أ...